جوني ديب يستحضر روح جاك سبارو في The Lone Ranger

إندفعت صباح السبت الماضي مع جموع المصريين في يوم إطلاق سراحنا المشروط الأسبوعي، بحثاً عن قليل من الترفيه و التسلية قبل الإنخراط في أسبوع جديد من العمل و المسيرات و السباقات الليلة المثيرة للعودة للمنزل قبل بدأ ساعات الحظر. هدفي كان محدد، مشاهدة فيلم The Lone Ranger من أجل كتابة مقال نقدي لتحليله و توضيح نقاط تميزه و نقاط ضعفه .. قال يعني فايقين للسينما قوي. حسناً، نقطة الضعف الأولى، لو أحببت أن تذهب لدور العرض لمشاهدة The Lone Ranger فعليك الذهاب مبكراً حيث أن الفيلم طويل و يبدأ قبل الموعد التقليدي لحفلات السينما بربع ساعة على الأقل. كان هذا تحذير هام حتى لا يفوتك، عزيزي القاريء، عشر دقائق من بداية الفيلم كما حدث معي.

The Lone Ranger هو شخصية خيالية تم تقديمها لأول مرة عام ١٩٣٣ في مسلسل إذاعي و لاقت نجاح كبير حيث تم إقتباسها بعد ذلك في عديد الأفلام و الكتب و المسلسلات، لعل أهمها كان في المسلسل الذي يحمل نفس العنوان و إمتد عرضه في التليفزيون الأمريكي بين عامي ١٩٤٩ و ١٩٥٧. أشهر و أهم من كتبوا المواد المختلفة لThe Lone Ranger هو فران سترايكر الذي يُعتقد أيضاً أنه من قام بابتكار الشخصية. فران سترايكر هو أيضاً من كتب The Green Hornet و هو أمر مثير للإهتمام بسبب التشابه الكبير بين الشخصيتين، و بالتحديد من زاوية أنهم أبطال لا يسوون شيء في واقع الأمر بدون مساعديهم، كيتو في The Green Hornet و، في The Lone Ranger … تونتو.

تونتو في الفيلم يقوم بدوره جوني ديب و هو هندي مُبعد عن قبيلته يتعاون مع جون ريد، الذي يقوم بدوره آرمي هامر، في مغامرة بطولية للإنتقام و لتحقيق العدالة التي يراها جون ريد فقط في التقديم للمحاكمة و لا يرى تونتو سبيل لتحقيقها سوى الشكل اللحظي و الشخصي. جون ريد يتحول لThe Lone Ranger بعد مقتل أخيه على يد المجرم و السفاح بوتش كافنديش لينتقم منه و هو الأمر الذي يجمعه مع تونتو، حيث أن تونتو أيضاً يريد معاقبة كافنديش على جرائمه في حق قبيلته من الأمريكيين الأصليين.

من يشاهد The Lone Ranger سوف يأتيه ذلك الشعور الغامض بالألفة و بأنه .. ربما .. شاهد هذا الفيلم من قبل. المتسبب في هذا الشعور هو مخرج الفيلم جور فيربينسكي، و هو مخرج كبير قام من قبل بتقديم ثلاثية Pirates of the Caribbean الشهيرة و فيلم الرسوم المتحركة Rango مع جوني ديب أيضاً، و السبب هو محاولات جور فيربينسكي و جوني ديب معاً لاكتشاف السر الذي أنجح الجزء الأول من Pirates of the Caribbean و لم يتكرر بعد ذلك. هذا السبب هو اتهام مباشر و مقصود لThe Lone Ranger بطباعة فيلم القراصنة الشهير في كل فرصة ممكنة. فجون ريد هو ويل تيرنر و بوتش كافنديش هو باربوسا و، بطبيعة الحال، تونتو هو كابتن جاك سبارو. النسخ يصل للدرجة تكرار مشاهد بعينها كما حدثت في Pirates of the Caribbean مثل الشخصيتين المربوطين في بعضهما الذين يقومون بحركات القتال الشيقة محولين نقطة الضعف لنقطة قوة و الهروب من الموت بربط النفس في جسم طائر ليقوم بالدوران بشكل لا نهائي و حتى مشهد الظهور الأول لجاك سبارو التاريخي في أحداث فيلم قراصنة الكريبي الأول، تم تكراره قرابة نهاية The Lone Ranger.

بالرغم من ذلك، أحداث الفيلم كانت تدور في إطار مسلي و مقبول حتى منتصفه تقريباً عندما بدأت شخصيات الفيلم كلها تتعامل مع واقع تطور بدون أن نراه على الشاشة. فجأة أصبح The Lone Ranger أسطورة شعبية تتردد على ألسنة القرويين، رغم أننا لم نراه إلا في مواجهة أو إثنين قبل تلك النقطة و كان بطلهما الحقيقي هو تونتو. و فجأة تخطت ريبيكا فاجعتها في مقتل زوجها لتستعيد مشاعر الحب لجون ريد و تتوج ذلك بمشهد قبلة كانت مزعجة إلى حد كبير. إذا سألتني كيف يقع فيلم طوله ساعتين و نصف في فخ سلق الأحداث و كروتتها، فحقاً ليس لدي إجابة.

يقوم جور فيربينسكي في نهاية الفيلم بحفظ ماء وجهه بمطاردة ساحرة بين قطارين يحملان على متنهما كل أبطال الفيلم الذين يتبادلون الأماكن أكثر من مرة في مشاهد مغامرات رائعة من حيث التنفيذ و من حيث الكوميديا على الخلفية الموسيقية لإفتتاحية أوبرا “ويليام تيل” للموسيقار الإيطالي جيواتشينو روسيني. و هي الموسيقي الأشهر لمطاردات الغرب الأمريكي و يمكنكم سماعها بالضغط هنا.

على صعيد الأداء، أعجبني ويليام فيشتنر في دور بوتش كافنديش و هو الممثل الذي إشتهر بدور أليكس ماهون، المحقق المدمن الفاسد الدموي الذي يطارد مايكل سكوفيلد و فرقته في المسلسل الشهير Prison Break. للأسف لم يعجبني آرمي هامر في المشاهد الجادة بسبب المبالغة في الإنفعالات تارة، و البرود النسبي تارة أخرى. أفضل مشاهد آرمي هامر هي المشاهد الكوميدية و هذا ليس حاله وحده، بل حال الفيلم بشكل عام، حيث كان الجانب الكوميدي أكثر إتقاناً من خيط الأحداث الجاد.

أرشح لكم مشاهدة The Lone Ranger لثلاثة أسباب ١) لأنه مضحك و يستطيع إخراجنا من الأجواء السلبية المملة التي نعيشها و ٢) لأنه ليس ثلاثي الأبعاد مما سيرحمك من صداع ما بعد ال3D و أخيراً ٣) لغياب أي بديل أفضل في السينما حالياً.

التعليقات و المناقشة

التعليق