بالفيديو | ستيف جوبز يتلخبط في قبره الآن

كنت قد عبرت كثيراً عن إحباطي و تشاؤمي فيما يخص فيلم “جوبز” بعد أن تم إعلان فريق العمل، و على رأسهم “أشتون كوتشر” في دور ستيف جوبز، و توقعت ساخراً أن ستيف جوبز يتقلب في قبره غاضباً من هذا الإختيار. اليوم ظهر إعلان الفيلم و هو ليس تيزر صغير، بل تريلر متكامل لفيلم يبدو أنه قد إكتمل. لذلك فهو يعكس إلى أبعد حد ما يجب أن نتوقعه على شاشات السينما. و إنطباعي الأول لإعلان الفيلم هو: “كويس”.

على ما يبدو الفيلم سيتطرق لحياة ستيف جوبز بالكامل بعكس الأفلام من نوعية “قصة الحياة” في الفترة الأخيرة مثل “Ali” على سبيل المثال أو “The Social Network” الذان تناولا فترة معينة من قصص حياة محمد علي كلاي و مارك زاكربيرج بالترتيب لتكون جرعة الدراما مكثفة و دسمة … واضعين في الإعتبار إن مارك زاكربيرج لسه في عز شبابه أصلاً. هذا النمط في تقديم قصص الحياة هو المفضل عندي شخصياً بعكس الشكل الملحمي لقصة الحياة المتكاملة و التي تشوبها العديد من التحديات من أوضحها هي المكياج الذي يجب أن يظهر ممثل واحد إما أصغر من سنه بكثير أو أكبر من سنه بكثير، أو الإثنين معاً كما هو الحال مع عم أشتون كوتشر هنا.

الفيلم أيضاً يبدو وفياً لكتاب والتر إيراكسون عن ستيف جوبز الذي كتب بمباركة ستيف جوبز نفسه و هو في آخر أيامه. لقد قرأت الكتاب بالكامل و عشت معه تجربة درامية فريدة و أستطيع أن أؤكد لكم أن أغلب مشاهد التريلر تبدو بالضبط كما تخيلتها عند قراءة الكتاب و إن كنت أشعر بأن شطحات و إنفجارات ستيف جوبز العاطفية تبدو كما لو كانت ستقدم في سياق مبرر في الفيلم، رغم أنها في الكتاب تم تقديمها كإضطرابات نفسية غير مبررة و غير متوقعة و وقحة و صادمة إلى أبعد الحدود.

غضبي من إسناد دور رئيس شركة أبل لأشتون كوتشر تم إحتواءه مؤقتاً بهذا الإعلان لأن كوتشر بدا و قد إرتدى شكل ستيف جوبز بشكل ممتاز، برافو يا مكياج. و لكن بقية الإختيارات فيما يخص الممثلين تظل لغز بالنسبة لي. لماذا تم إسناد دور “ستيف ووزنياك”، شريك جوبز الأول و المكون التقني الأساسي لثورة أبل، ل”جوش جاد” الممثل المغمور المائل للكوميديا و الذي لم يتم الإتفاق على أنه مضحك من أصله؟! لماذا “ماثيو مودين” في دور “جون سكالي” و لماذا “ديرموت ميلروني”، مع كامل إحترامي و تقديري له، في دور “مايك ماركولا”؟! كل هذه الأدوار كانت تستحق ممثلين من الفئة الأولى بل أني أكاد أجزم أن أفضل الممثلين كانوا ليتصارعوا على هذه الأدوار. في The Social Network تخلى الفيلم عن الأسماء الكبيرة و لكنه قدم جيش من الممثلين الشباب الجدد الذين يبدو أنهم سيحتلون هوليوود لسنوات طويلة، مثل جيسي آيزينبرج و أندرو جارفيلد، الذي أصبح الرجل العنكبوت بعد ذلك، و روني مارا، التي أصبحت الفتاة ذات وشم التنين، بل و أرني هامر الذي يزامل جوني ديب في تحفته القادمة “The Lone Ranger”. لكن في حالة “Jobs” فكل هذه الأسماء قد نالت فرصتها بالكامل .. و أضاعتها بالكامل.

على كل حال .. يا خبر النهاردة بفلوس، في ١٦ أغسطس هايبقى ببلاش. كم أتمنى أن تنال قصة ستيف جوبز، قبل شخص ستيف جوبز، الفيلم الذي تستحقه. تفتكروا ايه اللي هايحصل؟ الفيلم هاينفع؟

التعليقات و المناقشة

التعليق