سولوزو و ماكلاسكي

في الحلقة الأولى من سلسلة حوار مع المرحوم نحب أن نوضح فكرة السلسلة. الفكرة ببساطة هي حوار مع شخصية لم يوفقها الحظ في استكمال مشوار فيلم لنهايته و قدر لها الكاتب و المخرج أن تموت في أحداث الفيلم. نحب أيضاً، في هذه الحلقة الأولى، أن نستضيف ثنائي تم قتله في نفس المشهد من فيلم عالمي عظيم على يد أحد أغنى الشخصيات في تاريخ السينما الأمريكية.يسعدنا أن يكون لقائنا اليوم مع “سولوزو” و كابتن “ماكلاسكي” الذان قتلا على يد “مايكل كورليوني” شخصياً بعد أن نجح مخططه في إغتيالهما رغم التدابير العظيمة التي اتخذاها لحماية نفسيهما. بداية نحب أن نطرح التساؤل الأهم:

المذيع: إنتم عارفين اللي حصل؟
سولوزو: أيوة طبعاً، مايكل قعد معانا و هو شايل سلاح و الشملول دة فتشه و أكد إنه ماعاهوش سلاح و حصل اللي حصل
ماكلاسكي: والله فتشته لدرجة التحرش الجنسي و ماكانش شايل أي حاجة! هو أنا تلميذ؟! و بعدين مانت كمان فتشته و هو داخل الحمام و مالاقيتش حاجة!
سولوزو: أنا جيت أفتشه رحت إنت قايل لي إنه مش شايل حاجة و إنك متأكد فرحت مفتشه أي كلام!
المذيع: يا جماعة لو تسمحوا لي، مايكل كورليوني بالفعل ماكانش شايل سلاح لما فتشتوه. السلاح كان متخبي ورا السيفون في الحمام و هو جابه لما دخل بعد ما إستئذنكم.
ماكلاسكي: يابن اللاعيبة!! لأ حلوة الحقيقة يا سولوزو!
سولوزو: إستنى بس … و هو عرف منين إننا هانتقابل في المطعم دة؟! داحنا لففناه البلد كلها و أنا متأكد إن مفيش حد كان ماشي ورانا!
ماكلاسكي: أيوة صحيح، عرف إزاي؟
المذيع: واحد من رجالة حضرتك فتن عليك لما إنت سيبت رقم تليفون المطعم علشان لو حد إحتاج يتصل بيك.
سولوزو: يعني أعمل فيك ايه والنبي؟!

الأب الروحي

ماكلاسكي: يا عم كبر دماغك بقى .. دي حكاية بقالها أكتر من أربعين سنة!
سولوزو: معلش .. المهم إن الفيلم نجح و شخصياتنا بقيت تاريخية
المذيع: فعلاً، قتلكم نقطة تحول مهمة في أحداث القصة و في تحول شخصية مايكل كورليوني كمحور رئيسي للأحداث.
سولوزو: مش بس كدة .. رغم إن مايكل، من النقطة دي في الفيلم، كان سبب في موت ناس كتير جداً، لكنه ماقتلش حد بإيده في حياته غيري أنا و ماكلاسكي
المذيع: دة صحيح .. تصدقوا والله ما أخدت بالي!!
ماكلاسكي: المهم بس قول لنا، الناس حبت مين أكتر؟ أنا ولا سولوزو؟
المذيع: يمكن حضراتكم الشخصيتين الوحيدتين في الفيلم اللي ماحدش زعل عليهم ولا حبهم. بس للحق رد فعل حضرتك لما إتضربت بالرصاصة الأولانية في رقبتك، قبل ماتاخد الرصاصة التانية، كان متميز بشدة
ماكلاسكي: ميرسي!
سولوزو: والله أنا مش ذنبي إن مايكل نشن كويس معايا و قلش مع ماكلاسكي! كمان ياريت تلاحظوا إنه ضربني أنا الأول و دة دليل إنه كان خايف مني أكتر.
المذيع: مستر سولوزو، يا ترى حضرتك راضي عن خط سيرك في القصة؟
سولوزو: راضي جداً، يمكن الجوانب السلبية كانت كتير شوية، بس ذكائي كان واضح جداً و كمان حسن معاملتي لرجالتي في لحظات بسيطة من الفيلم لو كنتم لاحظتوها
ماكلاسكي: أنا للأسف دوري كان أصغر بكتير لكن يتهيألي إني نجحت فيه، بدليل إن الناس فاكراني كويس
سولوزو: بالذمة إنت حد سألك أو طلب رأيك دلوقتي؟! هو بيقول مستر سولوزو، على طول حاشر نفسك كدة؟! أنا ايه اللي كان خلاني آخدك معايا أصلاً؟!
ماكلاسكي: أهي عصبيتك دي و لجوءك المتسرع للعنف هو سبب اللي حصل لنا إحنا الإثنين. الراجل يرفض يشاركك تموته، الجدع ييجي يتكلم معاك تخنقه و ترميه للسمك .. ضروري نهايتك كانت تبقى كدة!
سولوزو: أهو في دي عندك حق، برضو دي غابت عن المؤلف. كمية القتل اللي أنا إرتكبتها في بداية ظهوري خلت من الضروري إن حد يقتلني و إلا ماكنتش هابطل!
ماكلاسكي: شوفت بقى؟!
المذيع: أنا سعيد جداً بلقائنا يا جماعة و حابب أسأل سؤال أخير، تفتكروا لو سوني كان مكان مايكل، كان عرف ينفذ العملية بالكفاءة دي؟
ماكلاسكي: لأ ماظنش، مايكل رجل جيش في النهاية و فاهم أبعاد الخطة و ملتزم بترتيب خطواتها. لكن سوني متسرع و كنا غالباً هانشم خبر قبل مرحلة القتل. ولا إنت ايه رأيك يا سولوزو؟!
سولوزو: والله أنا لسه مش قادر أفهم يعني ايه تسيب رقم تليفون مكان قعدنا يومين نخبي فيه!!
ماكلاسكي: يادي النيلة … يا عم إنسى بقى!!

التعليقات و المناقشة

التعليق